الإمارات تستضيف مؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب

تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة فعاليات الدورة الـ 17 لمؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب المزمع عقده في أبوظبي خلال الفترة من 11 إلى 12 نوفمبر المقبل تحت شعار "الاستثمار في الريادة والابتكار" .

ويمثل هذا المؤتمر تجمعا إقتصاديا واستثماريا عربيا لتشجيع الاستثمار في الريادة والابتكار في العالم العربي وتعزيز آفاق التعاون بين الدول العربية في هذا المجال . كما يعد ثمرة شراكة بين وزارة الاقتصاد وكل من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية واتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة والاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات .

وقال سعادة عبدالله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة خلال مؤتمر صحافي عقد اليوم بمقر الوزارة في أبوظبي "إن وزارة الاقتصاد أكدت في مناسبات عدة حرصها الدائم على تعزيز العمل العربي المشترك وتمكين الأشقاء العرب من الاستفادة من الخبرات والتجارب الاقتصادية الناجحة التي تتمتع بها دولة الإمارات" .

وأضاف أن هذا المحفل يعد فرصة لاستعراض التجارب وتبادل الخبرات ومناقشة التحديات التي تواجه أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب في كافة الأقطار العربية الشقيقة في زمن العولمة الذي أصبحت فيه المعرفة والتوظيف السليم للخبرات المتراكمة ضرورة وقاعدة أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة .

وأشار آل صالح إلى أن دولة الإمارات قطعت أشواطا متقدمة في مجال الوصول إلى اقتصاد وطني متنوع مبني على المعرفة بسواعد وطنية متمكنة وهو الأمر الذي انعكس على وضع دولة الإمارات في مختلف المؤشرات الدولية المرموقة والدراسات البحثية الصادرة عن معاهد ومؤسسات عالمية ذات مصداقية عالية . مؤكدا أن هذا المؤتمر سيمثل فرصة كبرى لإطلاع الأشقاء على رؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية ومشاركتهم بنماذج ناجحة من مفردات حكومتنا وكيفية الوصول إلى الأهداف التنموية الشاملة وعلى رأسها تنمية وتطوير الاقتصاد الوطني .

وقال وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية والصناعة إن العالم يتجه نحو فتح الأسواق الإقليمية والتكتلات الاقتصادية وأكد على أهمية العمل المشترك لرفع كفاءة البيئة الاستثمارية وممارسة الأعمال في كافة الدول العربية منوها بضرورة العمل في ذات الوقت على تقليل المخاطر على الاستثمارات الأجنبية .

وذكر أن قيمة الاستثمارات العربية البينية خلال الفترة ما بين عامي 2001 و2012 تجاوزت /103/ مليارات دولار واستحوذت السعودية والإمارات على نحو /74/ في المائة من إجمالي الاستثمارات خلال الفترة حيث تصدرت السعودية بقيمة /45.7/ مليار دولار وبنسبة /44/ في المائة من الإجمالي تلتها الإمارات في المرتبة الثانية بقيمة /31.1/ مليار دولار وبحصة بلغت /30/ في المائة .
من جانبه قال حميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة إن هذا الحدث سيشكل منصة لرواد الأعمال وخاصة المشاريع الصغيرة والمتوطسة وعرض تجارب الشباب الناجحة .

وأضاف "نحن بأمس الحاجة للتكامل الاقتصادي العربي وتحديدا في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة وبالتالي فإن هذا المؤتمر سيمثل فرصة سانحة لتبادل وجهات النظر في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك" .

بدوره أكد الدكتور عماد شهاب الأمين العام للاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية خلال المؤتمر الصحفي إن اختيار دولة الإمارات جاء نتيجة لما تشهده الدولة من تقدم نوعي على مستوى القطاعات الاقتصادية كافة .. منوها بامتلاكها بيئة إستثمارية واعدة وعشرات المشاريع العملاقة التي تعكس مستوى التنوع الاقتصادي يضاف إلى ذلك بأن توقيت انعقاد هذا المؤتمر جاء مواكبا لإعلان دولة الإمارات بأن عام 2015 سيكون عاما للابتكار وهو ما يحاكي توجهات الدولة على صعيد دعم وتعزيز المعرفة والابتكار ورواد الأعمال وتوجهات القائمين على المؤتمر لجهة جدول أعمال الدورة الـ17 منه حيث تم اتخاذ الاستثمار في الريادة والابتكار شعارا رسميا للحدث .

ولفت إلى أن غاية المنظمين هذا العام هي التعريف بالمبتكرين في مختلف القطاعات الاقتصادية وأن يجتمعوا بقيادات القطاعات المصرفية والتمويلية في محاولة لضمان تمويل مشاريع واعدة ستخدم الاقتصاد الوطني للدول العربية مشيرا إلى أن دورة العام الجاري ستشهد تكريم مجموعة من الشخصيات العربية وسيتشكل لجنة لتكريم المبدعين في الدول العربية يتم وسيتم الإعلان في حفل عشاء الحدث عن فئات الجائزة ومعاييرها .

تجدر الإشارة إلى أنه تم اختيار دولة الإمارات لعقد المؤتمر لما تشهده من صعود إقتصادي بارز وفق مخططات مدروسة ورؤية ثاقبة لتدعيم اقتصاد المعرفة وتمتد آفاقها لعقدين قادمين من الزمن حيث يمتلك إقتصاد الإمارات العديد من المزايا وهو اقتصاد متنوع يقوم على المعرفة والتنافسية والكفاءة ويعتمد على الشفافية وعلى احترام الحقوق والالتزام بالتفوق والابتكار كما أن الدولة تتمتع بنظام سياسي مستقر وبنى تحتية متطورة وموقع جغرافي متميز منفتح على كافة دول العالم ونظام مصرفي متكامل وحديث وسياسات إقتصادية داعمة ومحفزة للقطاع الخاص مترافقة مع قوانين وتشريعات وآليات تحمي الاستثمارات وتلبي حاجات المجتمع نحو التقدم وبما يؤمن الازدهار والرفاه .

من جهتهم .. أعلن المنظمون عن أن اختيار شعار "الاستثمار في الريادة والابتكار" جاء في إطار توجه الاقتصادات العربية لتكون مبنية على المعرفة حيث كان تركيز مبادرات التنمية في الماضي ينصب على المؤسسة التجارية بحد ذاتها وانتقل التركيز في القرن الحالي على رأس المال البشري الذي يقف خلف نجاح مؤسسات القطاع الخاص ونجاح إقامتها وتنميتها ولا سيما بالنسبة للمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة والتي من شأنها أن تلعب دورا أساسيا في تعزيز التنمية التكنولوجية والتنافسية الاقتصادية بشكل عام .

ونوه المنظمون بأن عصر التكنولوجيا الحالي أدخل مفاهيم جديدة على عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية بكامل أبعادها بحيث أصبح تعزيز ريادة الأعمال والابتكار مفتاحا أساسيا لتحقيق النمو وخلق الوظائف والمحرك الأساسي لتنويع وتوسيع آفاق التنمية وتأمين الازدهار والرخاء للمجتمع وقد أدى ذلك إى دفع الكثير من الدول في العالم إى إعادة النظر في سياساتها بغية التركيز على هذا العامل الرئيسي والحيوي من عوامل الإنتاج .

وأشاروا إلى أن هناك عددا من الدول العربية استحدثت مؤسسات متخصصة بدعم الريادة والابتكار ولكنها لا تزال في بداية الطريق لتحقيق النقلة النوعية المناسبة والمؤثرة لتحقيق التحول المنشود في هذا المجال وبالأخص على مستوى العمل الاقتصادي العربي المشترك لافتين إلى وجود عدد من التحديات التي يتصدرها صعوبة الحصول على التمويل والبيروقراطية وطول مدة الإجراءات وتعقيداتها والهوة بين طبيعة التعليم الأكاديمي والاحتياجات الفعلية والجديدة في أسواق العمل والافتقار إلى البنى التحتية المناسبة وإلى بيئة الأعمال التي تشجع على إقامة المؤسسات وعلى تنميتها إلى جانب إحتياجات رواد ورائدات الأعمال إلى الدعم الفني والإداري والتقني بسبب قلة الخبرة والمعرفة وبالأخص في مجالات التأسيس والتسويق وتحقيق التوازن بين النفقات والإيرادات من المبيعات لتوفير الأرباح .

حضر المؤتمر الصحفي محمد ثاني الرميثي رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة بالدولة والدكتور محمد إبراهيم التويجري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية وفهد راشد الإبراهيم مدير عام المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات .

وتم الإعلان خلال المؤتمر عن برنامج الحدث حيث سيشهد اليوم الأول حفل الافتتاح وكلمة دولة الإمارات التي سيلقيها معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد إلى جانب كلمة معالي الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من الكلمات لممثلي الجهات المنظمة وكلمة ضيف شرف المؤتمر .

وسيضم اليوم الأول جلستان الأولى بعنوان "الريادة والابتكار" في إطار رؤية الإمارات 2021 وسيقدم خلالها عدد من الممثلين عن الجهات المعنية بتطوير الابتكار في الإمارات مجموعة من أوراق العمل المتخصصة في حين ستكون الجلسة الثانية حوارية بعنوان "ريادة الأعمال والابتكار في القطاع الصناعي" يتخللها عرض لرواد الأعمال العرب حول ابتكاراتهم في القطاع الصناعي وسيختتم اليوم الأول بحفل عشاء يتضمن الإعلان عن الفائزين في جائزة الابتكار العربي وتكريم المشاركين والرعاة.

وسيتضمن جدول اليوم الثاني الجلسة الثالثة على أجندة أعمال المؤتمر والتي ستكون حوارية بعنوان "ريادة الأعمال والابتكار في قطاع الخدمات" وسيستعرض من خلالها مجموعة من رواد الأعمال العرب تجاربهم وابتكاراتهم في قطاع الخدمات في حين ستكون الجلسة الرابعة بعنوان "آليات التمويل ودور المصارف والمؤسسات المالية" وسيكون فيها متحدث رسمي في حين أن الشق الثاني من الجلسة الرابعة ستكون بعنوان "ريادة الأعمال والابتكار في القطاع الزراعي والبيئي والصحي" وسيقوم خلالها عدد من رواد الأعمال العرب باستعراض ابتكاراتهم في القطاع الزراعي والبيئي والصحي وستكون جلسة العمل الخامسة بعنوان "سياسات ومبادرات تطوير ريادة الأعمال والابتكار في الدول العربية" والتي سيتحاور خلالها عدد من خبراء تطوير ريادة الأعمال والاتبكار وأخيرا سيختتم الحدث بجلسة ختامية يعلن من خلالها توصيات المؤتمر .

ويصاحب المؤتمر ورش عمل لترويج المشروعات الاستثمارية لرواد ورائدات الأعمال والمشروعات الابتكارية الصغيرة والمتوسطة ويفسح المجال للقاءات جانبية بين المشاركين في المؤتمر لاستعراض الفرص الاستثمارية وللاستماع إلى العروض المقدمة في ورش العمل كما سيقام معرض مصاحب للمؤتمر يخصص للمؤسسات الراعية له ولإتاحة الفرصة أمام رجال الأعمال والمستثمرين العرب لترويج مشروعاتهم الاستثمارية ذات الصلة بموضوعات المؤتمر.

وأعلنت الجهات الخمس المنظمة عن أهداف المؤتمر الخمسة والتي تتمثل في تعريف مجتمع الأعمال العربي بأهمية ريادة الأعمال والابتكار وبالمؤسسات العربية والدولية المعنية بدعم وتنمية رائدات ورواد الأعمال وتنمية التفكير الابتكاري وإبراز أهمية المشروعات الريادية والابتكارية التي ينتج عنها قيمة مضافة ومستدامة والتي تتطلب مهارات عدة أبرزها الجرأة والقدرة على التعلم والقدرات التسويقية العالية وتحديد متطلبات البيئة الاقتصادية والتشريعية والحوافز المناسبة لرواد الأعمال وتشجيع ريادة الأعمال والابتكار في العالم العربي واستعراض عدد من التجارب العربية الناجحة بما فيها التعرف على رؤية الإمارات 2021 وأجندتها الوطنية الطموحة في مجال موضوع المؤتمر والإطلاع على المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة في القطاعات الاقتصادية في مجال تعزيز ريادة الأعمال والابتكار في الدولة وأخيرا البحث في فرص وآفاق التعاون والعمل المشترك في مجال ريادة الأعمال والابتكار بين أصحاب الأعمال والمستثمرين في دولة الإمارات وأصحاب الأعمال والمستثمرين في الدول العربية الأخرى .

جدير بالذكر أن مؤتمر أصحاب الأعمال والمستثمرين العرب يتم تنظيمه منذ عام 1982 من قبل الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية وجامعة الدول العربية والمؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات ويعقد هذا العام بدولة الإمارات بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الإماراتية واتحاد غرف التجارة والصناعة بدولة الإمارات.