تقرير بريطاني يحث الأفراد على تخصيص أماكن للتأمل في منازلهم

كشف تقرير صادر عن جامعة أكسفورد عن أن التأمل يقلل من الاكتئاب بنسبة 44%، مشيرًا إلى أن 30% من الأطباء يرسلون مرضاهم لتلقي علاج ذهني قائم على التأمل.

ونشرت الشخصية التلفزيونية روبي واكس كتابًا لها أخيرًا تحت عنوان "عاقل العالم الجديد" تشرح فيه السبب، وبالتالي لا عجب أن يميل الكثير من الناس إلى بناء منطقة خاصة للتأمل في منازلهم، ويؤمن صانعو المنازل الأستراليين كريغ وديردري هاسيد بأن المنازل تعبّر عن نفوس سكانها، وهي فرصة للعثور على جوهر وجودهم.

وأضاف واكس أن هذا أمر غير جدي بالنسبة للعديد من الناس الذين لا ينفقون الكثير من المال للبحث عن أنفسهم، وإنما ينشغلون بالحياة اليومية وإنفاق النقود على الفواتير وغيرها، إلا أن القليل من الناس يهتمون لجعل منزلهم فسحة من السلام، ويقول الأستراليان " لا يعني الأمر أن صفات المنزل غير مهمة، ولكنه يعكس صفات سكانه الإنسانية الخفية، فالأفضل هو الاهتمام بروح المنزل، ويتبعه ذلك شكله المادي."

وينصح هاسيد بالحصول على غرفة خاصة ومناسبة للتأمل اليومي، لتصبح كمنطقة هادئة وفضاء أنيق ونظيف، فمن وجهة نظرهما يعتبر وجود غرفة مليئة بالمساحات الخضراء والماء يمكن أن تساعد في التأمل، وأفضل الخيارات هي الموجودة في الطبيعية، وبالتالي عكسها إلى الداخل، ولا يجب أن تكون الغرفة خالية من الأثاث، ولكن الكثير منه يشوش الذهن.

ويؤمن هاسيد بأن الاحتفاظ بالأشياء غير الصالحة للاستعمال يسبب الفوضى في المنزل، مما يؤدي لأن تصبح كل بيئة المنزل غير صالحة للاستعمال مع تكدس الكثير من الأشياء.

وتنحدر فكرة التأمل من التقاليد البوذية، ولكن جذوره الغربية تعود للأكاديمي الأميركي جون كابات زين الذي استخدم هذه التقنية لمساعدة الناس على التخلص من الإجهاد والقلق والألم والمرض، ويعد استخدام الحواس للتعامل مع الحاضر واحدا من صفات التأمل المميزة الى جانب ضبط النفس والمشاعر والاحاسيس، وتشجيع الانفتاح والقبول، والحفاظ على السكون والهدوء.

وأكدت مديرة مركز اليقظة للتأمل تمارا روسل " يمكن أن يكون التأمل سهلا في المنزل، فبدل الاهتمام بديكور المنزل كثيرا، أنصح الجميع بتخصيص غرفة في منزلهم تشعرهم بالهدوء." وتقترح راسل تغيير أماكن قطع الأثاث من فترة لأخرى لتغيير جو المنزل.

 ويدرك مصممو الديكور فائدة التأمل في المنزل، وتوضح مهندسة الديكور نتالي ميار " الضوء الطبيعي مهم جدا في المنزل، فهو يجلب جمال فصل الصيف وألوانه إلى الداخل، ويوفر أكبر قدر من ضوء الشتاء، ليضيف الى المنزل كثيرًا من راحة البال."