إعادة بناء مجتمعات الأهوار العراقية المفقودة وعودة السكان
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

إعادة بناء مجتمعات الأهوار العراقية المفقودة وعودة السكان

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - إعادة بناء مجتمعات الأهوار العراقية المفقودة وعودة السكان

سيدة من الأهوار أثناء الإبحار بالقارب
بغداد ـ نهال قباني

بدأ صباح 20 يناير/ كانون الثاني عام 1992 بشكل عادي على عائلة محمد في أهوار جنوب العراق، ومع تصاعد الضوء بدأ العائلة في قيادة قطيع من الجاموس إلى الأراضي الرطبة المحيطة للرعي، وبعد تناول وجبة الإفطار من الخبز واللبن والشاي المحلي استعدت العائلة ليوم طويل في المياه، إلا أنه في هذا اليوم البارد لم تستطع "هنا" "5 أعوام" ووالدتها الحصول على الأسماك أو جمع القصب، حيث ظهر سرب من الطائرات الحكومية المقاتلة من الضباب التي تطلق النيران مما أدى إلى قتل الجاموس، ولم يكتفي الرئيس العراقي صدام حسين بذلك كعقاب لسكان القرى لإيوائهم متمردين شيعة لكنه أرسل مهندسيه أيضا لتحويل مجرى نهري دجلة والفرات بعيدًا عن الأهوار، وكانت الآثار كارثية حيث جفت الأراضي الرطبة وتلاشت من 20 ألف كيلو متر مربع إلى لا شئ تقريبا.

وتذكر هانا وهي حاليًا في العشرينات من عمرها وأم لأربعة أطفال قائلة "لم يكن هناك أسماك أو أعشاب ولذلك لا يمكننا أن نبقى، القرية ماتت حاليا"، وفي مارس/ أذار هذا العام بعد 25 عامًا من دفع هانا وأشقائها من أراضيهم إلى الأحياء الفقيرة في المدن القريبة تعود هنا وبعض جيرانها إلى وطنهم مرة أخرى، وتقوم السلطات في بغداد بإعادة بناء هذه المجتمعات المفقودة، ويحرصون على إعادة التوطين السليم لما يقرب من 250 ألف من عرب الأهوار الذين بدأوا في العودة إلى المنطقة جزئيا بعد أن غمرتها المياه منذ أكثر من 10 أعوام، ويرى المسؤولون أن هذه خطوة حاسمة لتصحيح الأخطاء من الصراع السابق  بعد نزوح 3 مليون عراقي أخرين بسبب عنف "داعش".

وأوضح حسن الجنابي وزير الموارد المائية "عرب الأهوار جزء أساسي من تراثنا ونبذل قصارى جهدنا لجعلهم يحصلون على المياه للحفاظ عليهم"، وتم إدراج منطقة عرب الأهوار في العراق في يوليو/ تموز كموقع للتراث العالمي لليونسكو، وأرسلت الوزارة حفارة من أجل أطنان من الأراضي الطينية الرطبة لتشكيل 43 جزيرة، ويبني السكان الذين عاشوا في الأراضي قبل نضوبها حاليا منازلهم، ورجع معظمهم إلى شيخ القبيلة للوساطة في تقسيم الخصائص والمميزات، وربما تكون الحياة صعبة في القرى بهذه الصورة حيث تضم عدد قليل من المدارس وعدد أقل من العيادات الصحية كما أنه لا توجد هناك كهرباء، ويبدو أن هذه الظروف الأقل مثالية أقنعت العائدين لإعادة بناء الطرق التي أنشأها جيش صدام بدلا من تغيير حظهم للحفاظ على المياة المفتوحة، إلا أنه تن تخصيص جزيرة بأكملها للبنية التحتية مع إنشاء نظام لتنقية المياة وإقامة مرافق يفخر بها السكان السابقين.

إعادة بناء مجتمعات الأهوار العراقية المفقودة وعودة السكان

ويشعر الكثير من السكان الذين قضوا 10 سنوات في المنفى في إيران بالسعادة لعودتهم إلى ديارهم، وتقول هدير حامد التي تنقلت مع عائلتها عبر السكن المؤقت على مدى السنوات الماضية " كل شئ نفعله  من تربية الجاموس إلى صيد الأسماك مرتبط بالمياة ولذلك من الجيد أن نعيش في منتصف الماء، إنه أمر عملي وواقعي"، وفي ظل الصراع وانخفاض أسعار النفط مع تقليل موارد وزارة المياة من 1.7 بليون دولار في 2013 إلى 90 مليون دولار في 2016 يتسائل البعض عما إن كان هذا هو الاستخدام الأمثل  للموارد الشحيحة، إلا أن الوزيرو المنظمات غير الحكومية يصرون على أنها ليست مجرد ممارسة جمالية، ومع دفع عرب الأهوار إلى المنفى بدأت ثقافتهم الفريدة في التآكل بشكل مطرد في ظل المعايير الاجتماعية الأكثر محافظة، ويوضح جاسم الأسدي مدير العمليات الطبيعية في جنوب العراق وهو من الأهوار "بعد أن كانوا يرقصون ويغنون في حفلات الزفاف حاليا يقدمون الغذاء فقط".

وتغير دور النساء الذين كانوا يعملون على قدم المساواة في الأهوار، حيث لم يعد مسموح للنساء بالعمل على طول الطرق العسكرية فضلا عن ارتداء العديد منهم للنقاب، وفي نهاية المطاف ربما لا يكون هناك الكثير للقيام به للحفاظ على الأهوار على المدى الطويل،  حيث بنت تركيا نحو 34 سدًا كبيرًا على نهرا لفرات ودجلة وروافده ما أدى إلى خفض كمية المياة التي تصل إلى العراق، وفي الوقت نفسه أثر تراجع كمية الأمطار على شمال البلاد، وربما ينتج عن هذا العكش الذي لا يرتوي في هذه المنطقة ما لم يفعله صدام وهو التدمير الدائم للأهوار.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعادة بناء مجتمعات الأهوار العراقية المفقودة وعودة السكان إعادة بناء مجتمعات الأهوار العراقية المفقودة وعودة السكان



GMT 13:17 2020 السبت ,02 أيار / مايو

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 17:36 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

"واتساب" يسعى لطرح ميزة الدعم عبر الدردشة

GMT 06:15 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير سلطان بن سلمان يلتقي سفير اذربيجان لدى المملكة

GMT 05:24 2016 الأربعاء ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماتريكس" تبتكر ساعة ذكية لا تحتاج إلى الشحن

GMT 16:55 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

بنوك خليجية تلحق برفع الفائدة الأميركية باستثناء الكويت

GMT 20:00 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

سعر الجنية المصري مقابل الجنيه سوداني الأربعاء

GMT 15:37 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

الشرطة العراقية توقف عنصرًا من مليشيات " حزب الله"

GMT 11:22 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

أحمد موسى يكشف عن "قائمة" لاغتيال الرئيس السيسي

GMT 04:20 2018 الأربعاء ,14 شباط / فبراير

هايلي بالدوين تتألق في أسبوع الموضة في نيويورك

GMT 06:45 2018 السبت ,10 شباط / فبراير

الصبار يساعد على الهضم
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria