بيروت ـ جورج شاهين
نبه وزير الدفاع اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فايز غصن، الثلاثاء، الى خطورة الوضع في منطقة الشمال، مؤكداً أن الانفلات الأمني الذي تشهده المنطقة منذ أيام، من شأنه أن يضع مصير البلد برمته على المحك.
وأدان بشدة التعرض للجيش اللبناني، لافتا الى أن "سقوط شهداء وجرحى في صفوفه لن يثني المؤسسة العسكرية عن القيام بالدور الوطني الكبير المنوط بها"، مؤكداً أن "الجيش مستمر بالقيام بكل ما من شأنه حماية البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها مهما غلت التضحيات".
واعتبر أن "الاستهداف الذي تعرض له الجيش جاء كنتيجة حتمية لبيانات التحريض، والحملات المتجددة على المؤسسة العسكرية، والتي تحفل بها بعض مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتا الى أنه "يخطئ من يظن أن بامكانه من خلال هذه الحملات التحريضية اشاحة الأنظار عن حقيقة ما يقوم به المسلحون في طرابلس ، أو أن يردع الجيش عن تصميمه على مواجهة كل من تسول له نفسه العبث بأمن المدينة".
وشدد على أن مسؤولية الأمن طرابلس تقع على عاتق الجميع، لافتاً الى اتخاذ البعض المنابر نوافذ يفرغ من خلالها كل ما بحوزته من عبارات التحريض الطائفي والشحن المذهبي دون رادع ،مما ينعكس سلباً على الشارع المنقسم أصلاً نتيجة انعكاس نيران الأزمة السورية على لبنان.
واذ حذر من محاولات استيراد الفتنة ، شدد غصن على أن نارها ستطال الجميع ولن تستثني أحداً .
وأكد أن قرار الجيش اللبناني حاسم في هذا المجال ، وهو سيكون بالمرصاد لكل من يحاول جر لبنان الى أتون الفتنة، لافتاً الى أن الأيام الماضية قد اثبتت أن لا غطاء فوق أحد وأن الجيش يعرف كيف يتعامل مع كل مخل بالأمن،ولا يحتاج لمن يحدد له ما عليه القيام به ، أو أن يرسم له خارطة طريق بتحركاته وبالاجراءات الواجب اعتمادها، فهو صاحب القرار في معالجة أي تطور انطلاقاً من المصلحة الوطنية العليا، وهو اذ يقوم به المهمة فلأنه يستمد حصانته من شعبه وأهله ، ولأنه ملتزم قرارات السلطة السياسية.
وشدد غصن على أن ما يحصل في طرابلس غريب عن أهل هذه المدينة الذين يرفضون اقحامهم بمخططات تهدف الى تصويرهم وكأنهم خارج اطار الدولة ، وتصور الجيش اللبناني وكأنه عدو فئة من اللبنانيين ، فتقحمه في نزاع مع أهله ، ويصبح بالتالي هو الهدف بدل أن يبقى صمام الأمان ، وخشبة الخلاص.
وختم الوزير غصن بالتأكيد على أن المأزق السياسي الذي تمر به البلاد يحتم على جميع الفرقاء وعي حساسية وخطورة المرحلة ، وتحمل مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من حياة لبنان.
أرسل تعليقك