بيروت – جورج شاهين
أكد الرئيس اللبناني، العماد ميشال سليمان، أن "مستقبل لبنان جيد، وواعد سياسيًّا واقتصاديًّا"، مشيرًا إلى أن "الحركة الديمقراطية الحاصلة ستنعكس إيجابًا على لبنان".
وشدد سليمان على أن "التمديد هو عملية غير ديمقراطية"، مُذكِّرًا بأنه "رفض التمديد؛ لأنه لا يؤمن باستحالة انتخاب رئيس للجمهورية".
ولفت إلى أنه "لا يمكن القول بأن هناك أطرافًا، رفضت الحوار؛ فحتى الآن لم يرفضه أحد"، مشيرًا إلى أن "موضوع الحوار ينطلق من إعلان بعبدا".
ورأى أن "الانسحاب من سورية يجب أن يكون نتيجة تطبيق إعلان بعبدا"، داعيًا "المتورطين في سورية إلى أن يضعوا مصلحة لبنان قبل أي مصلحة أخرى، ومصلحة لبنان تقتضي تحييده والابتعاد عن التدخل في سورية".
وقال سليمان أن "آمل من الجميع أن يلتزموا بهذا الأمر، وبإعلان بعبدا، وينسحبوا من سورية"، لافتًا إلى أن "الدعم الدولي قائم، والرهان الأساسي على اللبنانيين".
وشدد على أن "تشكيل الحكومة يستند إلى أصول دستورية؛ فلا يمكن أن نتكلم عن بيان وزاري قبل أن تشكل الحكومة، ولا عن عامل الثقة قبل البيان الوزاري"، داعيًا الجميع إلى أن "يتجاوبوا ويمحضوا الثقة لرئيس الجمهورية، ولرئيس الحكومة، في تشكيل حكومة جامعة من دون التوقف عند الحصص".
وأشار إلى أن "عدم أهمية كيفية التشكيل أو التاريخ شرط ألا تتأخر كثيرًا"، معتبرًا "أن الاستحقاقات تداهمنا، وأمور الناس يجب أن تحل، وعلينا أن نمضي سريعًا بنية صادقة في سبيل تشكيل الحكومة".
جاء ذلك لقاء لرئيس الجمهورية، بث مساء الجمعة، عبر تلفزيون لبنان، وقال سليمان، إن "اللقاءات مهمة جدًّا، والنشاط في الأمم المتحدة انقسم إلى ثلاثة أجزاء؛ الأول هو الجمعية العمومية، والخطاب الذي ألقيته في هذه الجمعية، وتصور الوضع الناشئ في الشرق الأوسط وفي العالم، والجزء الثاني، هو اللقاءات المهمة التي حصلت بيني وبين رؤساء الدول، والمسؤولين الكبار، من وزراء خارجية، ورؤساء حكومات، على هامش الجمعية العمومية، والجزء الثالث، هو اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، والذي يحمل أهمية كبيرة، وكل هذه النشاطات تدل على اهتمام المجموعة الدولية بلبنان، والاهتمام بهذه المنطقة من العالم لدعم لبنان ودعم استقراره، واعتقد أن هذا يتطلب أهمية كبيرة في الحفاظ على النموذج اللبناني وتشجيعه على البقاء والنجاح، لأنه يشكل رسالة كبيرة جدًّا للمجتمع الدولي وللعالم في ظل الصراعات التي تحصل في الوقت الراهن".
وهل جاءت نتائج المؤتمر وفق ما تتوقعون؟ أجاب: "هذا المؤتمر هو عملية سياسية وليس عملية تقنية، ولكن سيتبع بلقاءات واجتماعات عدة، وفي موضوع النازحين، أطلقت فكرة تقاسم الأعباء، وإعادة التوطين للنازحين من أجل إعادة تقاسم الأعداد، وستؤلف في 3 من الشهر الجاري لجان؛ لمتابعة موضوع النازحين في اجتماع يعقد في جنيف في 30 أيلول/سبتمبر الجاري، وستكون هناك لجنة للعودة ولجنة للدعم المادي للنازحين، وهذا أمر يدل على وجود نية لمعالجة الوضع جديًّا، ومتابعة مقررات الاجتماع الدولي ستكون بمراقبة الأمم المتحدة، وبتنسيق مستمر مع الدولة اللبنانية".
وعن نتائج لقاءاته مع رؤساء الدول، وخصوصًا مع الرئيس الأميركي؟ أجاب: "اللقاءات مهمة ومفيدة جدًّا، والدبلوماسية اليوم تبنى بين رؤساء الدول، وخصوصًا عندما تلتقي دول ذات أهمية، وتستمع إلى وجهة نظر الرئيس اللبناني شخصيًّا، وليس عبر التقارير التي تأتي من السفارات والديبلوماسيين، وعندما يسمعون وجهة نظر الرئيس اللبناني، فتكون هناك فائدة كبيرة جدًّا تنعكس على لبنان بعد هذه اللقاءات، وخصوصًا أن لبنان يتميز بتركيبة معينة مختلطة في منطقة عربية معظمها دول إسلامية، ومهم أن يسمع رئيس الولايات المتحدة ومسؤولون آخرون إلى رأي رئيس لبنان المسيحي بالذات، عن الوضع في المنطقة العربية، على الأقل حتى تبني الدول سياستها، ليس بناء على مصالحها فقط في هذه المنطقة من العالم، بل بحسب مصلحة مكونات هذه الدول، حيث الأقليات، وهي في جزء كبير منها مسيحية موجودة في المنطقة العربية، حتى يتاح لها المجال كي تعيش قضايا أمتها الكبيرة، وليس قضايا خارجة عن دولها".
وأضاف أن "تطرقنا مع الرئيس أوباما إلى وضع الأقليات في الشرق، ومن ضمنها الأقليات المسيحية"، وردًا على سؤال عن بحث موضوع التمديد مع الرئيس أوباما، قال: "هل يعقل أن يتكلم رئيس جمهورية لبنان عن التمديد أمام رئيس دولة تعتمد على الديمقراطية؟ فالتمديد عملية غير ديموقراطية".
سُئل، "نحن مقبلون على مرحلة انتخابات رئاسية في ظل وضع راهن صعب جدًّا، وغياب الحوار، والتلاقي، والتفاهم بين الفرقاء، فإذا وصلنا إلى المرحلة الحاسمة هل؛ ترفضون التمديد؟
أجاب "أنا رفضت هذا التمديد؛ لأني لا أؤمن باستحالة انتخاب رئيس للجمهورية، والعمل على حسابات خاصة يعطل الانتخابات، وسبق وقلت: إن تعطيل النصاب هو عملية غير ديمقراطية، ومقاطعة جلسات المجلس النيابي لأي سبب كان أيضًا عملية غير ديمقراطية، ومقاطعة المجلس الدستوري عملية غير ديمقراطية، وأن النصاب يتعطل بسبب القوة القاهرة، إذا لم يستطع النواب حضور جلسة الانتخاب، مثلًا خلال الاحتلال الإسرائيلي ،كان هناك جلسة لانتخاب رئيس الجمهورية، وقوة قاهرة عطلت النصاب، والبعض يعتبر تعطيل النصاب عملية ديمقراطية وهي ليست كذلك، بل هي قانونية إذا تعذر حضور النواب، ويجب أن يحضروا جميعًا، وليس الثلثين فقط".
وأشار إلى أن "من الأصول أن يحضر النائب الذي ينتخب لأربع سنوات، عندما يكون هناك استحقاق أو قانون مهم، فعدم حضوره عمل غير ديمقراطي، وعلى جميع النواب الحضور وانتخاب الرئيس بحسب القانون بالأكثرية، ولا ضرورة لأن يكون هناك توافق على الرئيس كي يحضر النواب، فالقانون والدستور يفرضان عليهم ذلك".
وسُئل، "رفضتم التدخل العسكري في سورية كي لا تنعكس تداعياته على لبنان، واعتبرتم أن الحل يجب أن يكون سياسيًّا؛ فهل التسوية الروسية الأميركية ستدفع طرفي النزاع في سورية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف 2؟".
وأجاب، "أنا لم أقل أن الضربة العسكرية سيكون لها تداعيات على الداخل اللبناني، فنحن من يجب أن يتجنب حصول تداعيات بعدم تدخلنا إذا تمت، نحن رفضنا حصول الضربة، وكذلك طالبنا الأطراف الخارجية بتحييد لبنان، وعدم استخدامه كطريق أو ممر لها، ومن الأطراف الداخلية ألا تبدي أي ردة فعل في حال حصولها، وتركيزنا الأساسي كان على عدم جواز التدخل العسكري الأجنبي داخل سورية، وما نريده ظهر خلال الاتفاق الذي تم، وسيعلن بين ليلة وضحاها، كما سيصدر قرار به.
هذا الاتفاق، سيفتح ثغرة في اتجاه الحل السياسي، عن طريق جنيف 2، والذي يجب أن يعقد لأنه قد يؤدي إلى بداية بحث حل سياسي في سورية".
كما سُئل، "هل ستشاركون في جنيف 2، علمًا بأن وزير الخارجية الروسية أشار إلى توسيع المشاركة؟"؛ فأجاب، "هو أشار إلى ذلك، ولا مانع لدينا من المشاركة، ولكننا سندرس كيفية هذه المشاركة في حينه".
وسئل: "البعض ربط زيارتكم للسعودية في الأسبوع المقبل بزيارتكم لنيويورك، واعتبر أنها حددت خلال وجودكم في نيويورك؛ فما صحة هذه المعلومات؟"
أجاب: "لماذا لا يكون العكس، أي أن تكون زيارة نيويورك حددت بعد زيارة السعودية، وأن الموضوعين منفصلان، فالسعودية تقررت زيارتها قبل المجيء إلى نيويورك، بدليل اللقاء مع وزير خارجية السعودية في هذا المكان بالذات".
وسئل، عم "هل زيارتكم للسعودية لها علاقة بتشكيل الحكومة، وقد سبقت زيارة الرئيس الإيراني إليها؟ وهل التفاهم بين السعودية وإيران ينعكس إيجابًا على الواقع اللبناني؟"
وأجاب سليمان، أنه "طبعًا هذا التفاهم ينعكس إيجابًا على الوضع في لبنان، والمنطقة، وفي الشرق الأوسط ككل، ولكن دور الرئيس أكبر من بحث تشكيل حكومة مع دولة مهما كانت علاقتها بلبنان"، مؤكدًا أن "المملكة العربية السعودية لا تتدخل مباشرة في تشكيل هذه الحكومة، وإذا كان هناك من بحث في موضوع الحكومة؛ فلماذا يجريه رئيس الجمهورية؟ أنا ابحث موضوع العلاقات الثنائية والتفاهمات العربية وفي المنطقة، مصلحة لبنان، وانعكاس تداعيات الأحداث على لبنان، ولا أناقش تشكيل الحكومة مع المملكة العربية السعودية التي أعلم أنها وإيران والدول المؤثرة في لبنان يمكن أن تساعد في تهدئة الأجواء فيه وتشجيع الأطراف على التعاون والوحدة الوطنية، وتطبيق إعلان بعبدا، هذا أمر مُسلَّم به، ولكن مناقشة تشكيل الحكومة لا تتم إلا في لبنان".
أرسل تعليقك