الجزائر – ربيعة خريس
أعلن رئيس الوزراء الجزائري الجديد، الذي لم يمض على تعيينه سوى 24 ساعة، أحمد أويحي، الأربعاء، مباشرة عقب تسلّمه مهام رئاسة الحكومة، أنه سيتم الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة، الخميس، مشيرًا إلى أنّ التعديل الحكومي سيكون جزئيًا ويطال 4 وزارات فقط، مؤكداً أن الحكومة الجديدة ستتبنى برنامج الرئيس الجزائري في مخطط عملها.
ومن أبرز الأسماء التي من المنتظر أن تغادر الطاقم الحكومي، وزير الصناعة بدة محجوب، الذي كشف عن فضائح متعلقة بمشاريع مصانع تركيب السيارات، واتهم المستثمرين بالتحايل، بينما وجّه انتقادات لاذعة إلى سابقه في الوزارة وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب القيادي البارز في التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة أحمد أويحي، وأيضا وزير التجارة الجزائري ساسي أحمد عبد الحفيظ الذي حال دون استيراد عدد من السلع والبضائع وهو ما أغضب جهات نافذة في الرئاسة الجزائرية وأيضا الشركاء الدوليين.
وسارعت تشكيلات سياسية للإعلان عن موقفها من المشاركة في الحكومة من عدمها، وأعلنت حركة مجتمع السلم، أكبر الأحزاب الإخوانية في الجزائر، عن رفضها الانضمام إلى الحكومة المقبلة، وقال القيادي البارز في التشكيلة السياسية، فاروق طيفور إن "مجتمع السلم" لن تنضم إلى الحكومة الجديدة بزعامة الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، ثاني قوة سياسية في البلاد، أحمد أويحي، وأكد أن الشروط التي فرضتها التشكيلة السياسية للمشاركة في الحكومة في وقت سابق غير متوفرة في الظرف الراهن.
ووجه فاروق طيفور انتقادات لاذعة إلى الوافد الجديد على مبنى قصر الدكتور سعدان، معتبرًا أن أحمد أويحي لا يصلح لقيادة الجهاز التنفيذي بسبب فشله الذريع في التسيير سابقا حيث تمت إقالته مرتين، وبعث رئيس الحركة الشعبية الجزائرية، "حزب علماني محسوب على جناح السلطة في البلاد"، عمارة بن يونس، برسائل إيجابية لأحمد أويحي وأعلن عن دعمه لقرار إقالة عبد المجيد تبون من الوزارة الأولى وهنئ من خلال بيان وقعه باسم حزبه تعيين أحمد أويحي في المنصب.
ووجه بن يونس، انتقادات لاذعة لمرحلة عبد المجيد تبون التي تميزت حسبه "بالجدل وضرب مصداقية المؤسسات "، في تلميح منه إلى الاستغناء عن خدمات ممثل الحركة الشعبية الجزائرية مسعود بن عقون بعد يومين من تعيينه في طاقم عبد المجيد تبون، وبعث بن يونس برسائل إيجابية لزعيم الأرندي قائلا إنه يتمتع بخبرة كافية لرفع التحديات التي تنتظر البلد خصوصا في ظل الوضع الراهن.
وسار وزير الأشغال العمومية السابق والأمين العام لتجمع أمل الجزائر، عمار غول، على نفس خطى عمار بن يونس، وهنأ غول نظيره في الساحة السياسية والحكومة سابقا أحمد أويحي على الثقة التي وضعها فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمرة الرابعة على التوالي، وأكد على الالتزام والعمل جنبا إلى جنب بهدف بناء جزائر قوية.
وشدّد تجمع أمل الجزائر، على ضرورة تظافر جميع الجهود لضمان دخول اجتماعي ناجح وإلى التحضير الجيد للاستحقاقات المحلية القادمة لتكون محطة أخرى لبناء الديمقراطية التشاركية، وتجدر الإشارة إلى أن رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحي، تسلّم الأربعاء مهامه من سلفه عبد المجيد تبون، الذي أقاله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الثلاثاء، في سابقة سياسية لأقصر حكومة في تاريخ البلاد، لم يمض على تعيينها أكثر من شهرين ونصف.
وبثّ التلفزيون الحكومي، صورا تظهر تبون وهو يستقبل أويحيى، عند مدخل القصر الحكومي وسط العاصمة الجزائرية، مشيراً إلى أنّ أويحيى باشر مهامه في انتظار تعيين بوتفليقة للفريق الحكومي، وقل تبون،إنّ وفاءه للرئيس بوتفليقة سيظل كاملاً، رغم قرار إقالته المثير للجدل، وكان بوتفليقة قد أنهى، الثلاثاء، مهام تبون، في أول يوم عمل بعد عودته من عطلته الصيفية.
أرسل تعليقك