واشنطن ـ العرب اليوم
نقلت صحيفة بريطانية عن مصادر مطلعة، أن البيت الأبيض يحاول الضغط على الاستخبارات الأميركية مطالبا إياها بتقديم أدلة تثبت مخالفة إيران للاتفاق النووي، على غرار ما حدث مع العراق عام 2003 وذكرت الـ"غارديان" البريطانية في تقرير نشرته اليوم الاثنين أن مسؤولي الاستخبارات استخلصوا دروسا من التجربة العراقية، حين تدخلت أمريكا عسكريا في العراق بأدلة زائفة، ويحاولون التصدي لهذه الضغوط.
ونقلت الصحيفة عن محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية نيد برايس قوله إن زملاءه يشكون من محاولات الرئاسة التأثير عليهم، موضحا بأنهم قالوا له إنهم يشعرون بالاشمئزاز، وبأنهم عاشوا هذه الأحداث من قبل.
من جانبه أشار نائب رئيس وكالة المخابرات المركزية سابقا دافيد كوهن في حديث إلى قناة "سي أن أن" إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقر، على ما يبدو، بمخالفة إيران الصفقة النووية قبل الحصول على أي أدلة مقنعة، محذرا من أن يسفر تسييس عمل الأجهزة الاستخباراتية وإجبارها على اتباع موقف البيت الأبيض عشوائيا عن نسف جدوى عمل هذه الأجهزة بأكملها. وانضم دافيد كوهن إلى هذه التحذيرات موضحا أن استمرار واشنطن في محاولة تعزيز الضغط على إيران سيسفر عن توسع الهوة بين الولايات المتحدة وباقي دول العالم.
بدوره، تنبأ كبير المفاوضين الأميركيين في المباحثات النووية مع طهران سابقا روبرت مايلي بأنه سيصعب على ترامب تجاهل المعلومات الاستخباراتية الموضوعية، مقارنة مع ما كان في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن. وقال المسؤول السابق إن الفارق الأهم بين هذين الأمرين يكمن في أن المجتمع الأمريكي والدولي الحالي قد شهد تداعيات تدخل واشنطن في العراق وسيحاول عدم تكرار أخطائه السابقة.
وأشارت المستشارة القانونية السابقة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاورا روكفورد إلى أن محاولة واشنطن الضغط على الوكالة دون تقديم أي أدلة مقنعة على الانتهاكات الإيرانية قد تجلب تداعيات سيئة إلى الولايات المتحدة نفسها.
أرسل تعليقك