نيويورك ـ يو .بي.آي
أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الجمعة، عدم توافر أي دليل قاطع بعد، على استخدام السلاح الكيميائي في سورية، فيما أعرب عن قلقه إزاء تدخل "حزب الله" اللبناني بالصراع الدائر في سورية. وقال بان، في مؤتمر صحافي بنيويورك، إن "وتيرة الموت تتزايد" في سورية، لافتاً إلى أن "إحصاءاتنا الأخيرة تشيرإلى مقتل 93 ألف شخص خلال أكثر من عامين، مع وجود إشارات إلى احتمال كون الأرقام الفعلية أكثر من هذه بكثير".
وأضاف أن مكتبه تسلم رسالة من السلطات الأميركية، وفضل "عدم التعليق عليها في هذه المرحلة"، معتبراً أن "الأمر يعود، بالطبع، للدولة المعنية (الولايات المتحدة) حول نشر المعلومات المدرجة فيها".
وأشار إلى أن (أيك) سيلستروم، وهو رئيس اللجنة الفنية الأممية للتحقيق بالتقارير عن استخدام السلاح الكيميائي في سورية، وفريقه "لا يزالان يجمعان ويحللان المعلومات والمواد التي قدّمتها عدة دول أعضاء في الأمم المتحدة".
غير أن بان، لفت في الوقت عينه، إلى أن "صحة المعلومات حول الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في سورية لا يمكن التأكيد عليها من دون دليل قاطع"، مشددا بالتالي على "الحاجة لإجراء تحقيق ميداني في سورية من أجل جمع العينات وإثبات الوقائع".
وقال إنه "لا يزال هدفنا إجراء تحقيق مستقل وحيادي"، معرباً عن "ثقته الكاملة بنزاهة واحتراف سيلستروم وفريقه".
واعتبر أن "استخدام أية جهة للسلاح الكيميائي في سوريا يعتبر جريمة ضد الإنسانية"، مجدداً دعوة الحكومة السورية إلى "ضمان وصول سيلستروم وفريقه إلى المعلومات التي طالما سعينا إليها".
وجدد بان التأكيد على أن لا حل عسكري للنزاع السوري" حتى لو كانت الحكومة والمعارضة السوريتين ومناصروهما يؤمنان باحتمال حدوث ذلك"، معتبراً أن "الحل العسكري يؤدي إلى إزدياد التفكك الحاصل في البلاد، وعدم استقرار المنطقة، واندلاع التوتر الديني والشعبي".
وأشار إلى أن ازدياد سوء الوضع (في سورية) "يصعّب إيصال المساعدة الإنسانية الملحة"، مناشداً المجتمع الدولي "الإستجابة إلى دعوتنا الأخيرة، ودعم الدول المجاورة في تحمل أعباء اللاجئين".
واعتبر أن معاناة الشعب السوري تزيد أهمية الحل السياسي"، مؤكداً "أنني والمبعوث الخاص (الأممي) المشترك، الأخضر الابراهيمي، لا زلنا نضغط باتجاه التوصل إلى انتقال سياسي متفق عليه، ولجعل الأفرقاء يجلسون إلى طاولة الحوار في جنيف بأسرع وقت".
وفي تعليق على تدخل "حزب الله" المباشر بالأزمة السورية، قال بان إن "تدخل حزب الله العلني في الأزمة السورية مقلق جداً"، وأضاف "كنت أردد على مسامع كافة الأفرقاء المعنيين بأن لا حل عسكرياً (للأزمة)، وأن ذلك يؤثّر في الدول المجاورة لسوريا، بينها لبنان".
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء ذلك، داعياً إلى "قيام جميع الأطراف بكل ما في وسعها"، ودعا المجتمع الدولي إلى التوحد من أجل مساعدة الشعب السوري في حل أزمته، آملاً في الوقت عينه بأن "تعمل الجماعات المعارضة بطريقة متناسقة وموحدة، بما يتيح إجراء اجتماع (جنيف) بأسرع وقت ممكن".
وعن رأيه بأثر القرار الأميركي بإرسال مساعدات عسكرية إلى سوريا على عملية السلام، قال بان، إن"الأمم المتحدة، وأنا بشكل خاص، كنا نوضح دائماً أن تزويد أياً من الفريقين بالسلاح لن يؤدي إلى حل الأزمة الراهنة"، مجدداً القول إن "لا حل عسكرياً (في سوريا)، بل لا يوجد إلا الحل السياسي".
وأضاف "لا زلنا نعمل بجد مع الأفرقاء المعنيين بهدف تسهيل المبادرة الروسية-الأميركية في إجراء مؤتمر "جنيف 2" للسلام، بأسرع وقت ممكن".
وأشار إلى أن "اجتماعاً ثلاثياً أخر سيجرى في 25 حزيران/يونيو الجاري، وسنرى نتيجته"، مشيراً إلى أنه حتى ذلك الوقت، لا زلنا نتناقش مع الأفرقاء المعنيين ونستشيرهم".
وإلى ذلك، أعلن بان، أنه سيغادر الاثنين المقبل إلى الصين لإجراء محادثات مع السلطات الصينية، سيبحث خلالها "مسائل ذات اهتمام مشترك، تشمل أفريقيا وشبه الجزيرة الكورية، والتغير المناخي، وأهداف الألفية للتنمية".
وقال إن بيجينغ، تؤدي دوراً أساسياً في جدول أعمال الأمم المتحدة، معرباً عن حماسه للقاء القيادة الجديدة.
وهنّا بان المندوب الدائم لأنتيغوا وبربودا لدى الأمم المتحدة جون آش، على انتخابه رئيسا جديدا للجمعية العامة في دورتها الثامنة والستين.
وكان البيت الأبيض أعلن أمس انه "تأكد" بعد إجراء تقييم استخباراتي معمق بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية تسببت بمقتل ما بين 100 و150 سورياً حتى الآن.
أرسل تعليقك