دراسة حديثة تؤكّد أنّ فصيلة "القردة العليا" يمكنها "قراءة العقول" لمساعدة البشر 

أظهرت فصيلة "القردة العليا" وهي عبارة عن فصيلة حيوية تتضمن هومو والبونوبو والشمبانزي والغوريلا والأورانغوتان، لأول مرة أنها يمكنها "قراءة العقول" مثل البشر، ما أثار دهشة العلماء، وكان الخبراء يعتقدون أن البشر فقط من يمكنهم قراءة أفكار الآخرين - وتبين أنّ هذه المهارة تتطور لدي الأطفال عند بلوغ 16 شهرًا من العمر، ولكن الشمبانزي والأورانغوتان اجتازوا الآن نفس اختبار الأطفال الصغار، ما يشير إلى مدى تشابهنا مع أقرب أقربائنا من الحيوانات.

وأظهرت القرود العليا المهارة في الاختبار، حيث ساعدوا الإنسان على استعادة لعبة من أحد صندوقين مغلقين، وفي التجربة أخفى أحد الأشخاص لعبة في صندوق، وبعد ذلك قام مساعده من القردة بإخراجها من الصندوق ووضعها في المربع الثاني، وفي التجربة الثانية، تم تغيير اللعبة بينما كانوا خارج الغرفة - ولكن أمام القرود. وبينما لم يعرف الشخص مكانها، كانت الحيوانات تقريبا تعرف بنسبة 50% كيف تساعد في إيجادها، وهذا يدل على أنها يمكن أن تفهم ما يحاول أي شخص آخر تحقيقه، حيث يتعرفون على المعلومات الخاطئة، وكيفية حل المشكلة، وكانوا أقل عرضة للتدخل عندما رأوا أن الشخص يعرف بالفعل أي كانت اللعبة.

ويقول الباحثون، من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ألمانيا وبالاشتراك مع جامعة سانت أندروز، إنّ هذا يعني أن القرود العليا، مثل الناس، قد يكون لديهم القدرة على "قراءة" عقول الآخرين في التفاعلات الاجتماعية، وأفاد المؤلف الرئيسي، الدكتور ديفيد بوتلمان، أنّ المنطق الذي تنطوي عليه المهمة كان "معقدا جدا"، مضيفًا أنّه "على مر السنوات الـ 30 الماضية أشار الأدب إلى أن القرود العليا تفتقر إلى هذه القدرة، وإيجاد دليل في تعقب المعتقد في القردة العليا كان نوع من المفاجأة لنا جميعًا".

وحول الفوائد التي تعود على القرود العليا من التفكير مثل البشر، أفاد أنّه "بشكل عام، هناك مجالان رئيسيان حيث أن قراءة العقل مفيدة، في سياقات تعاونية وفي سياقات تنافسية، وقد اختبرت الدراسة، التي نشرت في مجلة بلوس وان، 23 شمبانزي و6 أورانغوتان و5 بونوبوس في حديقة حيوان لايبزيغ في ألمانيا.