الملح يتخلّص مِن السّمعة السيئة وتُكنّى به المرأة الجميلة
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

حَظِي باشتقاقات في اللغة العربية وعظَّمه العرب

الملح يتخلّص مِن "السّمعة السيئة" وتُكنّى به المرأة الجميلة

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - الملح يتخلّص مِن "السّمعة السيئة" وتُكنّى به المرأة الجميلة

ملوحة الملح
القاهرة _ سعيد فرماوي

حَظِي الملح باشتقاقات كثيرة في اللغة العربية، جعلت منه كناية عن جمال المرأة أو صفتها بالجمال، وذلك رغم حلاوة السكّر وهو الحبيبات التي تُوضع على مأكول أو مشروب ليصبح طعمه حلوا، فيقال "مليحة"، ويقال للحسن، بصفة عامة، مليح، وكل ما هو مرغوب من طرف ونوادر، صار مُلحا، لكن كيف تشتق كلمة من الملح، يشار بها إلى جمال المرأة، أو الحسن في الشيء، عوضا من السكّر، مثلا، والذي لعذوبة طعمه، كان يمكن أن تخرج منه كلمة تدل على جمال النساء، أو الرجال، أو الحسَن المقبول المرغوب الجميل؟

ولماذا في السليقة العربية أخرج من ملوحة الملح، ملاحة وجمالا، لتصير المرأة الجميلة، مليحةً، وما يعجبنا من أشياء ونوادر، وما يُستظرَفُ، مُلحا؟

الملح هو اللبن وهو الرضاع أيضًا
لا تأتي كتب اللغة، بالكثير الكاشف عن سرّ خروج كلمة تصف الجَمال البشري، من الملح. إلا أن العودة إلى الأمهات، تضيء جانباً خفياً وجوهرياً، وهو أن من معاني الملح "الرضاع!"، كما ينقل الفراهيدي، في أقدم قواميس اللغة العربية.

وتتحرك كلمة الملح، في الذائقة العربية القديمة المنتجة لهذه اللغة، فتقول "أملح البعيرُ، إذا حمل الشحم". يقول الزبيدي في تاجه، ويضيف: "ويقال: كان ربيعنا مملوحاً"، وينتقل إلى معنى الرضاعة في الملح، فيقول: "المِلاحُ، الرضاع، مصدر مالح ممالحة". ثم، في مكان آخر: "الملحُ اللَبنُ". وانتبه الزبيدي المشهور بسعة اطلاعه، إلى مدلول الملح، أصلاً، عند العرب، فيقول بالنقل: "والعرب تعظّم أمر الملح والنار" وفي موضع آخر: "العرب تحلف بالملح والماء تعظيما لهما"، وكذلك فعل الأزهري في تهذيبه: "الملح، الرضاع" ناقلاً عن الأصمعي: "ملَحنا، أي أرضعَنا". ويضيف رقيقة من رقائقه، فيؤكد: "الملح يؤنّث ويذكر، والتأنيث فيه أكثر". ثم يعمم كغيره من مؤلّفي الأمهات: "الملحُ، اللبن". ويستخدم فيقول: "ملَحَ اللهُ فيه، أي مبارك له".

ويقطع الزبيدي، في التاج، في أحد الاستعمالات، أن الملح هو "الحُسن، من الملاحة" وقد ملحَ يملح، أي حَسُنَ.

العرب كانت تعظّم الملح وتحلف به
لكن، هل يكفي اتحاد الملح باللبن، في قديم اللغة العربية، ليكون سببا في توليد كلمة تدل على حسن المرأة، أو حسن الرجل في استعمالات قليلة، أو ما يستظرَف، بصفة عامة؟
ما أشار إليه لغويون كبار، في أن العرب تعظّم الملح وتحلف به، يوضح جانبا تاريخيا من أهمية هذه المادة عند العرب، إلى جانب التصاقها باللبن، مجازاً وتصريحاً. فقد تحدث العلاّمة العراقي، جواد علي، في كتابه (المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام) عن "القصور الملحيّة" في كثير من "أنحاء جزيرة العرب" ووجوب أن ترتبط "بظهور قصص بناء القصور من الملح المنتشرة في كتب التاريخ والأدب" على حد تأكيده.

وبناء عليه، يؤكد علي، وهو الباحث المنقّب في طيّات اللغة العربية، أن العرب "حلفت بالملح والماء"، أو "بالملح والخبز". ثم يسرد جانبا من تعظيم العرب للملح، فكانوا يتعاقدون عليه، ثم يحلفون، مشيرا هو الآخر، إلى أن الملح عند العرب، شيئان، الملح المعروف الذي يتملح به، واللبن.

ويقول في مفصّله إن العرب من الذين يقيمون للقسم بالخبز والملح، وزناً عظيماً عندهم، فكانوا يحلفون بهما، كما يحلفون بالله. على حد سرده. فضلاً من أن الملح كان جزءاً من طقوس دينية، قبل الإسلام، لدى جماعات دينية معروفة، كان لها وجود قديم في الجزيرة العربية.

التصاق اللبن بالملح، وما يشتمله من معنى الحياة والنمو والغذاء، وتعظيم العرب للملح وحلف اليمين به، جعل من الكلمة إشارة إلى القرب والمودة والعهد، فمن نقض العهد، كمن ينقض صلة القربى الناتجة من الإرضاع، ذلك أن الملح الرضاع، والملح اللبن، ويحلف به، حتى إذا أكلت مع فلان، أصبح الفعل "ممالحةً" يعتبرها الزبيدي من المجاز، على اعتبار أن الممالحة لفظة "مولدة ليست من كلام العرب". إلا أنه يوضح بالنقل: "إنما الملح رضاع الصبي".

المليحة العذراء ترمي فؤاد عنترة بسهام عينيه!
تأتي كلمة الملح، بمعنى "البركة" فيقال "لا يبارك الله فيه ولا يملّح". وإن أراد أحد من أحد أن يحسّن صورته وسمعته، عند شخص آخر، فيقول له: "أحب أن تملحني عند فلان..". ينقل الزبيدي. هنا التمليح، بمعنى التجميل، تماما، إلا أن ما اعتبره صاحب التاج، لفظة مولدة ليست من كلام العرب، قطع بها أقدم قواميس العربية، العين، فيقول: "الممالحة، المواكلة". من الأكل. وهو تعبير لا يزال بين الناس، إشارة إلى العهد وحبال المودة. وإلى الآن، يقال: "بيننا، خبز وملح".

وفي ما يقول الزبيدي، إن السُّكَّر، من الحلوى، معتبراً أنها "معرّبة"، يستخرج الفراهيدي مفرداً لها، ويقول "السكّرة، الواحدة من السكّر، وهو من الحلوى". لكن، على الرغم من حلاوة هذا السكر وعذوبته، إلا أن الملح أشار للجَمال وإلى الحسن وإلى المستظرف، أكثر منه. فالملح، لبن وإرضاع، وذو شأن عظيم عند العرب فحلفت وتعاقدت به، ثم صار الشيء المرغوب مليحا، والنوادر مُلحا، أما الحسناء صاحبة الوجه الوضيء، فهي "مليحة"، ومِن أجل هذا كان الملح إلى جمال النساء، أقرب في الوصف، وإلى ما نستظرفه أقرب في التعبير، من السكّر الذي هو حلو المذاق، إنما عجز بالإحاطة بـ"حلاوة" الحسناوات، فبقي مجرد طعم، فيما الملح يتنقّل، بسعة وغزارة، ما بين ملح الطعم، وملح اللبن، والملح المعظّم لدى العرب، فصار من الطبيعي، مثلاً، أن يتوجّه عنترة لمحبوبته بهذا القول: رمتِ الفؤادَ مَليحةٌ عذراءُ بسهام لحظٍ ما لهنّ دواءُ.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الملح يتخلّص مِن السّمعة السيئة وتُكنّى به المرأة الجميلة الملح يتخلّص مِن السّمعة السيئة وتُكنّى به المرأة الجميلة



GMT 06:18 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أحدث سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 09:41 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تعيش أجواء مهمة وسعيدة في حياتك المهنية

GMT 19:51 2013 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

عارضات "فيكتوريا سيكريت" مثيرات بمايوهات ساخنة

GMT 18:45 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تصف 2018 بعام القادة المستبدين

GMT 08:48 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

فاروق الباز يعلن عن خطة لتغيير خارطة "مصر"

GMT 20:08 2018 الجمعة ,25 أيار / مايو

4 هواتف أندرويد تشبه أيفون X وبسعر أرخص

GMT 10:08 2020 الخميس ,31 كانون الأول / ديسمبر

تعرف علي أهم وأبرز فوائد ماء البصل

GMT 22:21 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

تساقط الثلوج على مدينة دورا جنوب غرب الخليل الليلة.

GMT 08:17 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

بدران يكشف أضرار العدسات مع العواصف

GMT 09:45 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا سعد تطرح أغنية" محبوبي" باللهجة الخليجية عبر "يوتيوب"

GMT 03:04 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل التحقيقات مع المراهق المدعوجي بتهمة الانضمام لـ "داعش"

GMT 05:15 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

"بي.إم.دبليو" تدرس طرح نسخة أقوى من السيارة الرياضية "آي8"

GMT 23:03 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تجديد بيانات البطاقة الشخصية إلكترونيًا في مصر
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria