مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي
آخر تحديث GMT07:13:02
 الجزائر اليوم -
مسؤول جمهوري كبير يعتبر أن سياسة بايدن "المتهوّرة" في أفغانستان تؤدّي إلى "كارثة هائلة ومتوقّعة ويمكن تفاديها" مسؤول عسكري أميركي يتوقع أن تعزل حركة طالبان كابول خلال 30 يوماً وإمكانية السيطرة عليها خلال 90 يوماً ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات في الجزائر إلى 65 بينهم 28 عسكريًّا مئات من عناصر قوات الأمن الأفغانية استسلموا لطالبان قرب قندوز وصول وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى المغرب وزير الداخلية الجزائري يؤكد أن الدولة ستتكفل بأضرار الحرائق وأولويتنا حماية المواطنين محافظ الغابات لولاية تيزي وزو في الجزائر يؤكد أن الحرائق التي اندلعت سببها عمل إجرامي وزير الداخلية الجزائري يعلن عن اندلاع 50 حريقا في نفس التوقيت من المستحيلات وسنباشر التحقيقات وزارة الدفاع الجزائرية تعلن عن وفاة 18 عسكريا خلال عملية إخماد الحرائق التي اندلعت بولايتي تيزي وزو وبجاية الحكومة الجزائرية تعلن ارتفاع عدد ضحايا حرائق الغابات إلى 42 شخصا بينهم 25 عسكريا
أخر الأخبار

لديها تراث عريق لكنه أصيب بالتهميش والنسيان

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي

 الجزائر اليوم -

 الجزائر اليوم - مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي
وجدة - إدريس الخولاني

يسمونها مدينة "الألفية "، تعتبر مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية،  " العرب اليوم" تسلط الأضواء على ماضي وجدة العريق و حاضرها الموشوم بالتهميش و النسيان، ويوجد الحي القديم وسط مدينة  وجدة، فيتشكل من مجموعة من الأحياء الشعبية "كحي القصبة،" "وحي أحراش"، آيت يعقوب "، أولاد الكاضي "وغيرها من التجمعات السكنية، فالحي القديم يعتبر القلب النابض للمدينة على المستوى التجاري، إذ يتوفر على العديد من الأسواق الشعبية، سوق السمك، والجزارين "والصياغين" بائعو الدهب والمجوهرات  والعطارين" بائعو التمور و التوابل  وسوق الخضر إضافة إلى مجموعة من القيساريات التي تضم العديد من المحلات التجارية التي تعرض فيها مختلف السلع والبضائع، إضافة إلى العديد من المحلات الخاصة بالصناعة التقليدية كالخياطة والصناعة الجلدية ،وغيرها، وإن كانت بعضها قد انقرضت في الأعوام الأخيرة "الحياكة "و"صناعة السيوف التراثية " والسروج" للخيول . 

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي

يمكن لزائر أن يزور وجدة دون أن يلج ويتجول داخل أسواقها، حيث تعرف ازدحامًا كبيرًا وحركة كثيفة للمواطنين الذين يأتون من كل أنحاء المدينة من أجل التبضع حيث تنطلق الحركة منذ الصباح الباكر إلى أن يرخي الليل بسدوله.

وتتميز المدينة العتيقة بضيق دروبها وأزقتها، شأنها شأن باقي المدن التاريخية ببلادنا مع اختلاف بسيط، وتتوفر على مآثر تاريخية مهمة "كباب سيدي عبد الوهاب "، "وباب الغربي" و"ثلاث أسقاقي" و"المسجد الأعظم "وغيرها، وإن كانت بعض هذه المآثر في السنين الأخيرة إهمالًا كبيرًا بسبب غياب الصيانة والمراقبة من طرف الجهات المعنية، لا سيما باب سيدي عبد الوهاب الذي أصبح محتلًا من قبل الباعة المتجولين حيث بدأت أسواره تتآكل وتتلاشى بسبب الإهمال والتهميش الذي طالها ،فحي المدينة القديمة اشتهر بالتصوف والدليل على ذلك تواجد العديد من الزوايا الدينية كالزاوية الخلوفية والقندوسية والزاوية الفاضلية التي لعبت دورًا أساسيًا في التأطير الروحي والديني ناهيك عن وجود العديد من الأضرحة، كضريح باب سيدي عبد الوهاب، سيدي شافي، وسيدي أحمد التونسي.

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي

 تقول كتب التاريخ إن تأسيس مدينة وجدة ينسب للزعيم المغراوي زيري بن عطية الذي استطاع أن يؤسس مملكة في المغرب الأقصى وكان في صراع مفتوح مع المنصور بن أبي عامر في الأندلس، والفاطميين وأنصارهم من الصنهاجيين في المغرب الأوسط، في هذه الظروف السياسية الصعبة، فإن زيري بن عطية -وحسب أغلب الروايات التاريخية- فكر في ضرورة توسيع مملكته شرق عاصمته فاس وحماية ظهره من كل الأخطار المحدقة به من الناحية الشرقية، لهذا قرر بناء مدينة وجدة في شهر رجب عام 384 هـ / 994 م، وحصَّن المدينة عبر إحاطتها بالأسوار العالية والأبواب التي كان يتحكم الحراس في فتحها وإغلاقها، وظلت مدينة وجدة تتأثر بموقعها الحدودي طيلة تاريخها الذي يتجاوز ألف عام.

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي
 
 وتجمع كتب التاريخ على أن من أحاط مدينة وجدة بالأسوار هم الموحدون ثم تم تدمريها في عهد المرينيين بعد صراعهم مع بني عبدالواد ثم أعيد بناء القلعة عام 1336م  وتم تجديدها في عهد المولي إسماعيل عام 1679م. 

ويبلغ علو أسوار القصبة ما بين 6 و7 أمتار وقاعدتها مترًا واحدًا و30 سنتيمترًا وبنيت بالطين المضغوط. وخلال أحداث آخر القرن التاسع عشر من هجومات القبائل المجاورة، التي كانت مدينة وجدة مسرحًا لها وبعد تنامي الأحياء خارج الأسوار وحماية لها قرر عامل المولى عبد العزيز على وجدة إدريس بن عيش بناء سور وكان ذلك مابين تشرين الأول/ أكتوبر 1895 ونيسان/أبريل 1896 بسواعد سكانها.
 

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي
 والفاعلون المتقفون والمهتمون بالتراث الثقافي المادي واللامادي المحلي يعتبرون أسوار مدينة وجدة دبحت حضاريا و ثرتيا بسبب  تدخل مافيات  ساسية  و يتواطؤ مكشوف من مجلس الجماعة الحضرية للمدينة، حيث تتعرض المآثر الداخلية للمدينة إلى الإهمال والضياع من طرف المسؤولين على الشأن المحلي  وكذا المواطنين ب"مساهماتهم" في تلويث المحيط و إحداث الفوضى و العبث من قبل الباعة المتجولين والقارين والتجار واحتلال الملك العمومي من أرصفة ومسالك ومداخل  المساجد دون احترام حتى الأماكن المقدسة.علاوة إلى ذلك تتعرض الأسوار التاريخية  لتشويه حضاري ببناء محلات تجارية على جوانبه و"سقاقي ثلاثة" والواجهة الغربية للمسجد الأعظم" أو "الجامع الكبير" كما يحلو للوجديين تسميته والذي بني في عهد أبي يوسف يعقوب المريني سنة 1296/1296 م، حيث ترمى بالأزبال  بأكوام بأركانه وتفعل بها الحرارة والمياه النتنة ما تفعل حيث تجد  جميع أنواع الحشرات ما تحتاج إليه قبل أن تنضاف إليها مجموعة من القطط والكلاب الضالة.

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي
 
ووقّع المجلس البلدي لمدينة وجدة عل وضع المدينة الألفية  خارج سياقها  التاريخي و التراثي ، بعد أن رخّص لشركات حافلات النقل الحضري بركن حافلاتها التي لا تتوقف محركاتها طيلة اليوم، على سور المدينة العتيق وباب الغربي وحديقة لالة مريم التي تُعد من معالمها.
 
تاريخ المدينة القديمة ومآثرها، تتعرض لاغتيال بعد تفويت ساحاتها ومحيطها وأزقتها لاستعمالها مواقف للسيارات انطلاقا من ساحة القصبة وعلى أسوارها  التي أرَخت لها لأزيد من ستة قرون ونصف القرن منذ عهد الموحدين.
 

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي
يُذكر أن  المدينة القديمة خضعت لإعادة تهيئة في إطار برنامج ضخم تضمن تزفيت  الطرقات وترصيف الأزقة وبعض الساحات بغلاف مالي بلغ 6.95 مليون درهم، وتدعيم البنايات الآيلة للسقوط وترميم دار السعادة وتنقية الخرب5 ملايين درهم، وإعادة بناء الأبواب التاريخية وترميم الأسوار "2 مليون درهم" وتهيئة حديقة للامريم "9 ملايين درهم"، وتهيئة ساحة وقيسارية المغرب العربي "5.79 مليون درهم"لكن واقع حال الأسوار التراثية تبكي حظها العاثر من التهميش و التناسي و بعضها يتلاشى يوما بعد يوما في غياب من يثمنون الثراث و الثقافة لاعادة المجد التاريخي و الهوياتي و التراثي ولوالنزر اليسير منه؟.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي مدينة وجدة من أقدم المدن المغربية التي تزخر بالجمال والعبق التاريخي



GMT 11:20 2021 الجمعة ,13 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 الجزائر اليوم - موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 14:03 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 13:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

عليك أن تتجنب الأنانية في التعامل مع الآخرين

GMT 09:57 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جان بربور يحصل على إمتياز الاستعانة بمنى موصلي في توب شيف

GMT 03:16 2017 الأربعاء ,12 تموز / يوليو

بريطانيا تستقبل ملك إسبانيا في زيارة دولية

GMT 04:02 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

المرأة النحيلة من المُرجح وصولها لسن الـ90

GMT 01:58 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

ميرنا وليد تُؤكّد على أنّ "قيد عائلي" مسلسل جيِّد وقوي

GMT 22:52 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعرفي أكثر عن الفياجرا الصحية للسيدات

GMT 16:07 2018 الأحد ,11 آذار/ مارس

سائحة أجنبية تلِد على إحدى شواطئ دهب

GMT 06:39 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

لورنس فريدمان يكشف الأسطورة الكاذبة لـ"الردع النووي"

GMT 19:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

عادل كرم ينضم إلى اياد نصار وآسر ياسين في "تراب الماس"
 
Algeriatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

algeriatoday algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday algeriatoday algeriatoday
algeriatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
algeria, algeria, algeria