أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أمس الأحد في الجزائر العاصمة، أن الحراك الشعبي السلمي الذي يحيي ذكراه الأولى يمثل إرادة الشعب الذي طالب بانتخابات شفافة ونزيهة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، والتي جدد فيها التزامه بالتغيير الجذري.
وقال الرئيس تبون في كلمة له في افتتاح أعمال لقاء الحكومة بالولاة، "لقد مرت سنة على ذكرى خروج المواطنات والمواطنين في حراك مبارك سلمي تحت حماية الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني، طالبا التغيير، رافضا المغامرة التي كادت تؤدي إلى انهيار الدولة الوطنية وأركانها والعودة إلى المأساة التي عاشها بدمه ودموعه في تسعينيات القرن الماضي، وهذا بكل سلمية".
وأضاف رئيس الدولة في ذات الصدد بأن الشعب الجزائري "هب لانتخابات شفافة و نزيهة"، متابعا "تلك كانت إرادة الشعب التي لا تقهر لأنها من إرادة الله". واسترسل مذكرا بأنه وبعد انتخابه على رأس الجمهورية جدد التزامه بالتغيير الجذري، ملبيا بذلك "ما كان متبقيا من مطالب الحراك المبارك".
وتوقف رئيس الجمهورية عند أول لقاء يجمع الحكومة بالولاة منذ انتخابه، حيث توجه إليهم قائلا "نلتقي اليوم في هذا الظرف الخاص وأنتم ملزمون كمسؤولين محليين بالتغيير محليا والابتعاد كليا عن السلوكيات القديمة والتقرب من المواطن لكسر الحاجز الذي بناه العهد البائد بين المواطن والدولة حتى تسترجع الثقة المفقودة".
واعتبر هذا الاجتماع مناسبة "تلتقي فيها سلطة التخطيط والتدبير مع سلطة الواجهة المحلية"، وهذا "من أجل هدف واحد و جهد موحد للتكفل بتطلعات المواطنين و الحد من معاناتهم، في ظل عهد جديد و جمهورية جديدة لبناء الجزائر الجديدة".
وشدد على أن هذا الهدف يتجسد من خلال اعتماد "أساليب وحوكمة جديدة مطهرة من كل الشوائب والشبهات والتعسف والفساد والاستبداد"، وهذا في ظل "صون حق المواطن و كرامته".
ودعا الرئيس تبون، غداة انتخابه رئيسا للجمهورية في انتخابات 12 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، المشاركين في الحراك الشعبي إلى حوار "جاد" من أجل مصلحة الجزائر. وقال بهذا الخصوص: "أتوجه مباشرة إلى الحراك الذي سبق لي مرارا وتكرارا أن باركته، لأمد يدي له بحوار جاد من أجل الجزائر والجزائر فقط".
وذكر بأن هذا الحراك الذي انبثقت عنه عدة آليات، على غرار السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، "أعاد الجزائر الى سكة الشرعية مع الابتعاد عن المغامرات والمؤامرات التي كادت أن تعصف بالشعب الجزائري"، متعهدا بالعمل على "إنصاف كل من ظلم من طرف العصابة".
وشدد الرئيس تبون على أن "الوقت قد حان لتكريس الالتزامات التي تم تقديمها خلال الحملة الانتخابية دون إقصاء أو تهميش أو أي نزعة انتقامية"، مشددا على أنه سيعمل "مع الجميع على طي صفحة الماضي وفتح صفحة الجمهورية الجديدة بعقلية ومنهجية جديدة".
يُذكر أن الحراك الشعبي كان قد انطلق يوم الجمعة 22 فبراير/ شباط من السنة الماضية، حيث خرج مواطنون تعبيرا منهم لرفضهم لترشح الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية جديدة و امتعاضهم من الوضع الذي آلت إليه البلاد نتيجة السياسات السابقة.
قد يهمك ايضا :
تلاعبات وخروقات كثيرة في تغيير أرقام المحلات التجارية بسوق بلدية الجزائر
تعرف على حول الصورة التي ينظر بها المواطن الجزائري إلى الاتحاد الأوروبي
أرسل تعليقك