الجزائر - الجزائر اليوم
قفزت وفيات كورونا في الجزائر إلى مستويات قياسية غير مسبوقة ناهزت ولأول مرّة منذ ظهور الوباء 18 وفاة، وهو ما يعد برأي المختصين والمتابعين للشأن الصحي في البلاد مؤشرا حقيقيا على خطورة الوضع العام.
ويرى الدكتور أخموك إلياس المختص في الأمراض المعدية وعضو اللجنة العلمية لرصد تفشي وباء كورونا، أنّ هنالك تباينا في توزيع الإصابات والوفيات عبر الولايات، فمنها ما تسجل معدلات خفيفة ومنها ما تعرف حالات صعبة جدا، وحذّر أخموك من أن استمرار التراخي الوقائي من قبل المواطنين والتساهل في متابعة الإجراءات المتخذة من قبل السلطات المعنية قد يسهم في استمرار الوضع إلى 3 أسابيع مقبلة.
ويستند المختصون، برأي أخموك، في تقييم الوضع الصحي ودرجة السيطرة على الوباء إلى 3 معايير تخص وفرة الأسرّة الاستشفائية وتشبع أسرّة الانعاش وكذلك عدد الوفيات.
ويقول المختص أخموك “18 وفاة هي أرواح جزائرية فقدناها واستمرار الوتيرة بهذا الشكل لـ20 يوما يعني أننا سنفقد 360 رواحا إضافية.. للأسف هم أهلنا وأصدقاؤنا الذين كان يمكننا تفادي وفاتهم لو أننا التزمنا بإجراءات الوقاية وكنا أكثر حذرا ويقظة في تعاملاتنا”.
ولم يستبعد عضو اللجنة العلمية فرض إجراءات أكثر صرامة في الأسابيع المقبلة إذا لم تتراجع الإصابات والوفيات، موضحا بأن نتيجة الإجراءات الحالية سنلتمسها في الواقع بعد مرور أسبوع تقريبا وقال المختص “نحاول دوما ضمن الإستراتيجية الوطنية إحداث التوازن بين الحالة الصحية والاقتصادية الفردية، غير أن حياة المواطنين أولى”.
وذكّر أخموك بخطورة الفيروس الذي قد يكون قاتلا وخطيرا 10 مرات أكثر من الأنفلونزا الموسمية، كما أن 50 فقط من الأشخاص الذين يصلون الإنعاش تكتب لهم أعمار جديدة، لذا فإن الخطر قائم وكورونا لا يرحم ويجب المعالجة لدى الأطباء بمجرد ظهور الأعراض وعدم انتظار تعقيد الوضع الصحي أو الاكتفاء بالتداوي الطبيعي، وفي الأخير يقول المختص “إذا خسرنا معركة في حربنا ضد الوباء فإننا نخسر معركة الإعلام نتيجة الإشاعات والمعلومة التضليلية المغلوطة المتداولة بين المواطنين وفي مواقع التواصل الاجتماعي ممن يحاولون الانحراف بالقضية”.
وأفاد رياض مهياوي عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا، بأن 18 وفاة هو رقم مقلق وخطير، مستطردا “حتى وإن كانت الوفاة واحدة فقط فإنها تعني حياة جزائري عزيز نفقده وكان بإمكاننا حمايته بالوقاية والتزام البروتوكولات الصحية”.
وتطرق مهياوي إلى مراحل تطور المرض في الجسم، حيث قال أنه يبدأ بلطف وينتشر بشراسة في غضون أيام قد توصل صاحبه إلى الإنعاش، خاصة إذا صادف إصابة الشخص المعني بأمراض مزمنة أو كبر السن، وهو ما حدث بالنسبة للوفيات الـ18 التي تتعلق في الغالب بأشخاص يتجاوز سنّهم 65 عاما.
قد يهمك ايضا:
قفزة في وفيات كورونا ببريطانيا.. ومسؤول يحذر من رقم "50 ألف"
جونسون يعلق على أكبر حصيلة يومية لوفيات كورونا في بريطانيا
أرسل تعليقك